لا يتصوّر الإنسان أن يسير مركب هذه الحياة الدّنيا ماخراً رغم عُباب التّحديات، ومتجاوزاً العقبات دون أن يدرك كلّ راكبٍ فيه مسؤوليّاته التي تقع عليه وحقوقه التي تثبت له، فالرّاعي والحاكم في المجتمع وهو الذي تلقى عليه مهمةٌ جليلة ألا وهي قيادة النّاس بأساليب الحكم الرّشيدة له حقوقٌ على رعيّته، والرّعية الذين هم أفراد المجتمع لهم في المقابل حقوقٌ على حكامهم وولاة أمرهم، فما هي حقوق الرّاعي وما هي حقوق الرعية ؟
حقوق الرّاعي الطّاعة في المعروفمن حقّ الرّاعي على رعيّته أن يطاع فيما يأمر به ما دام ذلك الأمر في حدود المعروف، أمّا إذا أمر الحاكم بالمنكر فلا تجب طاعته على الرّعيّة، حيث إنّ أهمّيّة الطّاعة تكمن في أنّها تمكّن الحاكم من تنفيذ أوامره، وإنفاذ رأيه بما يعود بالخير على النّاس، فالحاكم الذي لا يُطاع رأيه ولا يأبه له لا يستطيع أن يفعل شيئاً في قيادته لبلده ورعيّته لعدم قدرته على إنفاذ القرارات والأوامر التي يصدرها.
حقّ المشورة والنّصيحة الصّادقةمن حقوق الرّاعي على رعيّته أن يقوموا بنصحه وتقديم المشورة له، ذلك أنّ الحاكم ومهما كان عنده من الخبرة وحصافة الرّأي والحكمة، فإنّه يحتاج إلى من يقدّم له النّصيحة والمشورة، وفي الحديث الشّريف بيان لأهمّيّة النّصيحة حينما قال عليه الصّلاة والسّلام لأصحابه: (إنَّ الدينَ النصيحةُ إنَّ الدينَ النصيحةُ إنَّ الدينَ النصيحةُ قالوا لمنْ يا رسولَ اللهِ قال للهِ ولكتابِهِ ولنبيِّهِ ولأئمةِ المسلمينَ وعامتِهِمْ) [التمهيد].
اجتماع الكلمة وعدم التّفرّقمن حقوق الرّاعي على رعيّته أن يجدهم متوحّدين في كلمتهم، مجتمعين على أمرهم، وخاصّة في الأوقات الصّعبة والملمّات، وأن لا يختلف الرّعيّة على حاكمهم ولا يخرجوا عليه إلّا إذا رأوا منه كفراً صريحاً أي واضحاً كما في الحديث الشّريف: (دعانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فبايَعْناه . فكان فيما أَخذَ علينا، أن بايعْنا على السمعِ والطاعةِ، في منشطِنا ومكرهِنا، وعُسرنا ويُسرِنا، وأَثَرةٍ علينا. وأن لا ننازعَ الأمرَ أهلَه. قال: ( إلا أن ترَوْا كفرًا بواحًا عندكم من اللهِ فيه برهانٌ) [صحيح مسلم].
حقوق الرّعيّةالمقالات المتعلقة بمقال عن حقوق الراعي والرعية